تفسير البغوي - Baghaway   سورة  المسد الأية 1


سورة Sura   المسد   Al-Masad
الصفحة Page 603
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)

مكية

( تبت يدا أبي لهب وتب ) أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي ، حدثنا محمد بن حماد ، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم على الصفا فقال : يا صباحاه ، قال : فاجتمعت إليه قريش ، فقالوا له : مالك ؟ قال : أرأيتم لو أخبرتكم أن مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقوني ؟ قالوا : بلى ، قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فقال أبو لهب : تبا لك ، ألهذا دعوتنا جميعا ؟ فأنزل الله - عز وجل - : " تبت يدا أبي لهب وتب " إلى آخرها .

قوله : ( تبت ) أي : خابت وخسرت يدا أبي لهب ، [ أي هو ] ، أخبر عن يديه ، والمراد به نفسه على عادة العرب في التعبير ببعض الشيء عن كله .

وقيل : " اليد " صلة ، كما يقال : يد الدهر ويد الرزايا والبلايا .

وقيل : المراد بها ماله وملكه ، يقال : فلان قليل ذات اليد ، يعنون به المال ، و " التباب " : الخسار والهلاك .

وأبو لهب : هو ابن عبد المطلب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - واسمه عبد العزى . قال مقاتل : كني بأبي لهب لحسنه وإشراق وجهه .

وقرأ ابن كثير " أبي لهب " ساكنة الهاء ، وهي مثل : نهر ونهر . واتفقوا في " ذات لهب " أنها مفتوحة الهاء لوفاق الفواصل .

( وتب ) أبو لهب ، وقرأ عبد الله : وقد تب . قال الفراء : الأول دعاء ، والثاني خبر ، كما يقال : أهلكه الله ، وقد فعل .

 


اتصل بنا | الملكية الفكرية DCMA | سياسة الخصوصية | Privacy Policy | قيوم المستخدم

آيــــات - القرآن الكريم


© 2022