تفسير ابن كثير - Ibn-Katheer   سورة  القلم الأية 25


سورة Sura   القلم   Al-Qalam
سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16) إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَٰلِكَ الْعَذَابُ ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۙ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَٰلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِن كَانُوا صَادِقِينَ (41) يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)
الصفحة Page 565
وَغَدَوْا عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ (25)

أي على قصد وقدرة فى أنفسهم ويظنون أنهم تمكنوا من مرادهم.

قال معناه ابن عباس وغيره.

والحرد القصد.

حرد يحرد (بالكسر) حردا قصد.

تقول: حردت حردك; أي قصدت قصدك.

ومنه قول الراجز: أقبل سيل جاء من عند الله يحرد حرد الجنة المغلة أنشده النحاس: قد جاء سيل جاء من أمر الله يحرد حرد الجنة المغلة قال البرد: المغلة ذات الغلة.

وقال غيره: المغلة التي يجري الماء في غللها أي في أصولها.

ومنه تغللت بالغالية.

ومنه تغليت, أبدل من اللام ياء.

ومن قال تغلفت فمعناه عنده جعلتها غلافا.

وقال قتادة ومجاهد: "على حرد" أي على جد.

الحسن: على حاجة وفاقة.

وقال أبو عبيدة والقتيبي: على حرد على منع; من قولهم حاردت الإبل حرادا أي قلت ألبانها.

والحرود من النوق القليلة الدر.

وحاردت السنة قل مطرها وخيرها.

وقال السدي وسفيان: "على حرد" على غضب.

والحرد الغضب.

قال أبو نصر أحمد بن حاتم صاحب الأصمعي: وهو مخفف; وأنشد شعرا: إذا جياد الخيل جاءت تردي مملوءة من غضب وحرد وقال ابن السكيت: وقد يحرك; تقول منه: حرد (بالكسر) حردا, فهو حارد وحردان.

ومنه قيل: أسد حارد, وليوث حوارد.

وقيل: "على حرد" على انفراد.

يقال: حرد يحرد حرودا; أي تنحى عن قومه ونزل منفردا ولم يخالطهم.

وقال أبو زيد: رجل حريد من قوم حرداء.

وقد حرد يحرد حرودا; إذا ترك قومه وتحول عنهم.

وكوكب حريد; أي معتزل عن الكواكب.

قال الأصمعي: رجل حريد; أي فريد وحيد.

قال والمنحرد المنفرد في لغة هذيل.

وأنشد لأبي ذؤيب: كأنه كوكب في الجو منحرد ورواه أبو عمرو بالجيم, وفسره: منفرد.

قال: وهو سهيل.

وقال الأزهري: حرد اسم قريتهم.

السدي: اسم جنتهم; وفيه لغتان: حرد وحرد.

وقرأ العامة بالإسكان.

وقرأ أبو العالية وابن السميقع بالفتح; وهما لغتان.

ومعنى "قادرين" قد قدروا أموهم وبنوا عليه; قاله الفراء.

وقال قتادة: قادرين على جنتهم عند أنفسهم.

وقال الشعبي: "قادرين" يعني على المساكين.

وقيل: معناه من الوجود; أي منعوا وهم واجدون.

 


اتصل بنا | الملكية الفكرية DCMA | سياسة الخصوصية | Privacy Policy | قيوم المستخدم

آيــــات - القرآن الكريم


© 2022