وقوله: ( إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ ) يقول: إنا كنا في الدنيا من قبل يومنا هذا ندعوه: نعبده مخلصا له الدين, لا نشرك به شيئا( إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ ) يعني: اللطيف بعباده.
كما حدثنا عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ ) يقول: اللطيف.
وقوله: ( الرَّحِيمِ ) يقول: الرحيم بخلقه أن يعذّبهم بعد توبتهم.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ ) فقرأته عامة قراء المدينة " أَنَّهُ" بفتح الألف, بمعنى: إنا كنا من قبل ندعوه لأنه البرّ, أو بأنه هو البرّ. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة والبصرة بالكسر على الابتداء.
والصواب من القول في ذلك, أنهما قراءتان معروفتان, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.