القول في تأويل قوله تعالى : أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: أيقول يا محمد هؤلاء المشركون من قومك: افترى محمد هذا القرآن؟ وهذا الخبر عن نوح ؟ ، قل لهم: إن افتريته فتخرصته واختلقته. (6)
(فعليّ إجرامي) يقول: فعلي إثمي في افترائي ما افتريت على ربّي دونكم، لا تؤاخذون بذنبي ولا إثمي ، ولا أؤاخذ بذنبكم.(وأنا بريء مما تجرمون) ، يقول: وأنا بريء مما تذنبون وتأثَمُون بربكم ، من افترائكم عليه.
* * *
ويقال منه: " أجرمت إجرامًا " ، و " جرَمْت أجرِم جَرْمًا " ، (7) كما قال الشاعر: (8)
طَرِيــدُ عَشِــيرَةٍ وَرَهِيــنُ ذَنْـبٍ
بِمَـا جَـرَمَتْ يَـدِي وَجَـنَى لِسَـانِي (9)
----------------------
الهوامش :
(6) انظر تفسير " الافتراء " ، فيما سلف من فهارس اللغة ( فري ) .
(7) انظر تفسير " الإجرام " فيما سلف من فهارس اللغة ( جرم ) .
(8) هو الهيردان بن خطار بن حفص السعدي ، اللص ، وضبط اسمه بفتح الهاء ، وسكون الياء ، وضم الراء .
(9) مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 288 ، واللسان ( جرم ) .