تفسير الطبري - Al-Tabari   سورة  النجم الأية 10


سورة Sura   النجم   An-Najm
النجم An-Najm
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ (9) فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (17) لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ (18) أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَىٰ (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ (23) أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ (24) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ (25) ۞ وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ (26)
الصفحة Page 526
فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ (10)

وقوله ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) يقول: فكان جبرائيل من محمد صلى الله عليه وسلم على قدر قوسين, أو أدنى من ذلك, يعني: أو أقرب منه, يقال: هو منه قاب قوسين, وقيب قوسين, وقيد قوسين, وقادَ قوسين, وقَدَى قوسين, كل ذلك بمعنى: قدر قوسين.

وقيل: إن معنى قوله ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ ) أنه كان منه حيث الوتر من القوس.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( قَابَ قَوْسَيْنِ ) قال: حيث الوتر من القوس.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن الحسن ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ ) قال: قِيد قوسين.

وقال ذلك قتادة.

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن خصِيف, عن مجاهد ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ ) قال: قِيدَ, أو قدرَ قوسين.

حدثنا أبو كُريب, قال: ثنا أبو معاوية, عن إبراهيم بن طهمان, عن عاصم, عن زِرّ, عن عبد الله فكان قاب قوسين أو أدنى: قال: دنا جبريل عليه السلام منه حتى كان قدر ذراع أو ذراعين.

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا حكام, عن عمرو, عن عاصم, عن أبي رزين ( قَابَ قَوْسَيْنِ ) قال: ليست بهذه القوس, ولكن قدر الذراعين أو أدنى; والقاب: هو القيد.

واختلف أهل التأويل في المعنيّ بقوله ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) فقال بعضهم: في ذلك, بنحو الذي قلنا فيه.

حدثنا ابن أبي الشوارب, قال: ثنا عبد الواحد بن زياد, قال: ثنا سليمان الشيباني, قال: ثنا زرّ بن حُبيش, قال: قال عبد الله في هذه الآية ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيْتُ جبريلَ لَهُ سِتُّ مِئةِ جنَاحٍ".

حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري, قال: ثنا خالد بن عبد الله, عن الشيباني, عن زرّ, عن ابن مسعود في قوله ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) قال: رأى جبرائيل ست مئة جناح في صورته.

حدثنا محمد بن عبيد, قال: ثنا قبيص بن ليث الأسدي, عن الشيباني, عن زرّ بن حبيش, عن عبد الله بن مسعود ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) قال: رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام له ستّ مئة جناح.

حدثنا ابن وكيع, قال: ثنا ابن وهب, قال: ثنا ابن لهيعة, عن أبي الأسود, عن عروة, عن عائشة قالت: كان أوّل شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى في منامه جبريل عليه السلام بأجياد, ثم إنه خرج ليقضي حاجته, فصرخ به جبريل: يا محمد; فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يمينا وشمالا فلم ير شيئا ثلاثا; ثم خرج فرآه, فدخل في الناس, ثم خرج, أو قال: ثم نظر " أنا أشك ", فرآه, فذلك قوله: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ... إلى قوله: ( فَتَدَلَّى ) جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم ,( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) يقول: القاب: نصف الأصبع. وقال بعضهم: ذراعين كان بينهما.

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن الشيباني, عن زرّ بن حبيش, عن ابن مسعود ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) قال: له ستّ مئة جناح, يعني جبريل عليه السلام .

حدثنا إبراهيم بن سعيد, قال: ثنا أبو أسامة, قال: ثنا زكريا, عن ابن أشوع, عن عامر, عن مسروق, قال: قلت لعائشة: ما قوله ( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ) فقالت: إنما ذلك جبريل, كان يأتيه في صورة الرجال, وإنه أتاه في هذه المرّة في صورته, فسدّ أفق السماء.

وقال آخرون: بل الذي دنا فكان قاب قوسين أو أدنى: جبريل من ربه.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) قال: الله من جبريل عليه السلام .

وقال آخرون: بل كان الذي كان قاب قوسين أو أدنى: محمد من ربه.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن موسى بن عبيد الحميري , عن محمد بن كعب القرظي, عن بعض أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: قلنا يا نبيّ الله: هل رأيت ربك؟ قال: " لَمْ أرَهُ بعَيْني, ورأيتُهُ بفُؤَادي مَرَّتَيْن ", ثم تلا( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ) .

حدثنا خلاد بن أسلم, قال: أخبرنا النضر، قال: أخبرنا محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثيّ, عن كثير, عن أنس بن مالك, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لَمَّا عُرِجَ بي, مَضَى جِبْريل حتى جاءَ الجَنَّةَ, قالَ: فَدَخَلْتُ فأُعْطيتُ الكَوْثَر, ثُمَّ مَضَى حتى جاءَ السِّدْرَةَ المُنْتَهَى, فَدَنَا رَبُّكَ فَتَدَلَّى, فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى, فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ".

 


اتصل بنا | الملكية الفكرية DCMA | سياسة الخصوصية | Privacy Policy | قيوم المستخدم

آيــــات - القرآن الكريم


© 2022