فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52(، أعني : الفواكه في أفنانها ومن ملذات الذوق .
وأما تثنية زوجان فإن الزوج هنا النوع ، وأنواع فواكه الجنة كثيرة وليس لكل فاكهة نوعان : فإمّا أن نجعل التثنية بمعنى الجمع ونجعل إيثار صيغة التثنية لمراعاة الفاصلة ولأجل المزاوجة مع نظائرها من قوله : { ولمن خاف مقام ربه جنتان } إلى هنا .
وإما أن نجعل تثنية { زوجان } لكون الفواكه بعضها يؤكل رطباً وبعضها يؤكل يابساً مثل الرطب والتمر والعنب والزبيب ، وأخص الجوز واللوز وجافهما .
و { من كل فاكهة } بيان ل { زوجان } مقدّم على المبيّن لرعي الفاصلة .
وتخلل هذه الآيات الثلاث بآيات { فبأي ألاء ربكما تكذبان } جار على وجه الاعتراض وعلى أنه مجرد تكرير كما تقدم أولاها .