وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) . واللام في قوله : { لبيوتهم } مثل اللام في قوله : { لمن يكفر بالرحمن } ، أي لجعلنا لبيوت من يكفر بالرحمان فيكون قوله { لبيوتهم } بدلَ اشتمال ممّن يكفر بالرحمان . وإنما صرح بتكرير العامل للتوكيد كما فعلوا في البدل من المستفهم عنه في نحو : مَن ذا أسعيد أم علي؟ فقرنوا البدل بأداة استفهام ولم يقولوا : من ذا سعيد أم علي؟ وتقدم عند قوله تعالى : { ومن النخل مِن طَلْعِها قِنوانٌ دانيةٌ } في سورة الأنعام ( 99 ) .
ونكتة هذا الإبدال تعليق المجرور ابتداء بفعل الجعل ثم الاهتمام بذكر من يكفر بالرحمان في هذا المقام المقصود منه قرنه مع مظاهر الغنى في قَرَن التحقيرِ ، ثم يذكر ما يعزّ وجود أمثاله من الفضة والذهب ، وإذ قد كان الخبر كله مستغرباً كان حقيقاً بأن يُنْظَم في أسلوب الإجمال ثم التفصيل .
وقرأ الجمهور سُقُفاً } بضم السين وضم القاف جمع سَقف بفتح السين وسكون القاف وهو : البناء الممتد على جدران البيت المغطِّي فضاء البيت ، وتقدم عند قوله تعالى :
{ فخرّ عليهم السقفُ من فوقهم } في سورة النحل ( 26 ) . وهذا الجمع لا نظير له إلا رَهْن ورُهن ولا ثالث لهما . وقرأه ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر سَقْفاً } بفتح السين وإسكان القاف على الإفراد . والمراد من المفرد الجنس بقرينة قوله { لبيوتهم } كأنه قيل : لكل بيت سقف .
والزخرف : الزينة قال تعالى : { زخرف القول غروراً } في سورة الأنعام ( 112 ) ، فيكون هنا عطفاً على { سقفاً } جمعاً لعديد المحاسن ، ويُطلق على الذهب لأن الذهب يتزين به ، كقوله : { أو يكونَ لك بيتٌ من زخرفٍ } [ الإسراء : 93 ]