القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51)
يقول تعالى ذكره: إن الذين اتقوا الله بأداء طاعته, واجتناب معاصيه في موضع إقامة, آمنين في ذلك الموضع مما كان يخاف منه في مقامات الدنيا من الأوصاب والعلل والأنصاب والأحزان.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ) فقرأته عامة قرّاء المدينة ( فِي مُقَامٍ أَمِينٍ ) بضم الميم, بمعنى: في إقامة أمين من الظعن (4) . وقرأته عامة قرّاء المصرين: الكوفة والبصرة (في مَقامٍ) بفتح الميم على المعنى الذي وصفنا, وتوجيها إلى أنهم في مكان وموضع أمين.
والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار صحيحتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ) إيْ والله, أمين من الشيطان والأنصاب والأحزان.
------------------------
الهوامش:
(4) ما فوق الخط ليس في الأصل.