وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) وقوله : { والذين هم على صلاتهم يحافظون } ثناء عليهم بعنايتهم بالصلاة من أن يعتريها شيء يخل بكمالها ، لأن مادة المفاعلة هنا للمبالغة في الحفظ مثل : عافاه الله ، وقاتله الله ، فالمحافظة راجعة إلى استكمال أركان الصلاة وشروطها وأوقاتها . وإيثار الفعل المضارع لإِفادة تجدد ذلك الحفاظ وعدم التهاون به ، وبذلك تعلم أن هذه الجملة ليست مجرد تأكيد لجملة { الذين هم على صلاتهم دائمون } بل فيها زيادة معنى مع حصول الغرض من التأكيد بإعادة ما يفيد عنايتهم بالصلاة في كلتا الجملتين .
وفي الأخبار النبوية أخبار كثيرة عن فضيلة الصلاة ، وأن الصلوات تكفر الذنوب كحديث « مَا يُدريكم ما بَلَغتْ به صلاته »
وقد حصل بين أخرى هذه الصلات وبين أولاها محسن رد العجز على الصدر .
وتقديم المسند إليه على المسند الفعلي في قوله : { والذين هم على صلاتهم يحافظون } يفيد تقوية الخبر مع إفادة التجدد من الفعل المضارع .
ولما أُجريت عليهم هذه الصفات الجليلة أخبر عن جزائهم عليها بأنهم مُكرمون في الجنة .
وجيء باسم الإشارة للتنبيه على أنهم استحقوا ما بعد اسم الإشارة من أجْل ما سبَق قبل اسم الإشارة كما تقدم في قوله تعالى : { أولئك على هدى من ربهم } في سورة البقرة ( 5 ) .