يقول تعالى ذكره: ويوم نجمع من كل قرن وملة فوجا, يعني جماعة منهم, وزمرة (مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا ) يقول: ممن يكذّب بأدلتنا وحججنا, فهو يحبس أوّلهم على آخرهم, ليجتمع جميعهم, ثم يساقون إلى النار.
وبنحو ما قلنا في ذلك, قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ) يعني: الشيعة عند الحشر.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ) قال: زمرة.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, قوله: ( نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ) قال: زمرة زمرة (فَهُمْ يُوزَعُونَ ).
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ) قال: يقول: فهم يدفعون.
حدثنا محمد بن بشار, قال: ثنا أبو أحمد, قال: ثنا سفيان, عن منصور, عن مجاهد, في قوله: ( فَهُمْ يُوزَعُونَ ) قال: يحبس أولهم على آخرهم.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة: ( فَهُمْ يُوزَعُونَ ) قال: وزعة تردّ أولاهم على أخرهم.
وقد بيَّنت معنى قوله: ( يُوزَعُونَ ) فيما مضى قبل بشواهده, فأغني ذلك عن إعادته في هذا الموضع.