أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) والغدوّ : الخروج ومغادرة المكان في غُدوة النهار ، أي أوله .
وليس قوله : { إن كنتم صارمين } بشرط تعليق ولكنه مستعمل في الاستبطاء فكأنهم لإبطاء بعضهم في الغُدوِّ قد عدل عن الجذاذ ذلك اليوم . ومنه قول عبد الله بن عُمر للحجاج عند زوال عرفة يحرضه على التهجير بالرواح إلى الموقف الرواحَ إن كنت تُريد السنة . ونظير ذلك كثير في الكلام .
و { على } من قوله : { على حرثكم } مستعملة في تمكن الوصول إليه كأنه قيل : اغدوا تكونوا على حرثكم ، أي مستقرين عليه .
ويجوز أن يضمن فعل الغدوّ معنى الإِقبال كما يقال : يُغدى عليه بالجَفْنة ويُراح . قال الطيبي : «ومثله قيل في حق المطلب تَغدُو دِرَّتُه ( التي يضرب بها ) على السفهاء ، وجَفنته على الحُلماء» .
والحرث : شق الأرض بحديدة ونحوها ليوضع فيها الزريعة أو الشجر وليزال منها العشب .
ويطلق الحرث على الجنة لأنهم يتعاهدونها بالحرث لإِصلاح شجرها ، وهو المارد هنا كقوله تعالى : { وحرثٌ حِجْر } في سورة الأنعام ( 138 ) ، وتقدم في قوله : { والأَنعاممِ والحرثِ } في سورة آل عمران ( 14 ) .