قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) وكان جوابهم يتضمن إقراراً بأنه وعظهم فعصوه ودلوا على ذلك بالتسبيح حين ندمِهم على عدم الأخذ بنصيحته فقالوا : { سبحان ربّنا إنا كنا ظالمين } أرادوا إجابة تقريره بإقرار بتسبيح الله عن أن يُعصى أمره في إعطاء حق المساكين فإن من أصول التوبة تدارك ما يمكن تداركه ، واعترافهم بظلم المساكين من أصول التوبة لأنه خبر مستعمل في التندم ، والتسبيح مقدمة الاستغفار من الذنب قال تعالى :
{ فسبح بحمد ربّك واستغفره إنه كان تواباً } [ النصر : 3 ] .
وجملة { إنا كنا ظالمين } إقرار بالذنب ، والتأكيد لتحقيق الإِقرار والاهتمام به . ويفيد حرفُ ( إنّ ) مع ذلك تعليلاً للتسبيح الذي قبله . وحذف مفعول { ظالمين } ليعم ظلمهم أنفسهم بما جرَّوه على أنفسهم من سلب النعمة ، وظلم المساكين بمنَعهم من حقهم فى المال .
وجرت حكاية جوابهم على طريقة المحاورة فلم تعطف وهي الطريقة التي نبّهنا عليها عند قوله تعالى : { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها } في سورة البقرة ( 30 ) .