إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4)
والخطاب في قوله : { إن سعيكم } لجميع الناس من مؤمن وكافر .
واعلم أنه قد روي في «الصحيحين» عن علقمة قال : «دخلت في نفر من أصحاب عبد الله ( يعني ابنَ مسعود ) الشام فسمع بِنا أبو الدرداء فأتانا فقال : أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ فقلت : أنا . قال : كيف سمعتَه يقرأ؟ { والليل إذا يغشى } قال سمعته يقرأ : «والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى» قال : أشهد أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هكذا» . وسماها في «الكشاف» : قراءة النبي صلى الله عليه وسلم أي ثَبت أنه قرأ بها ، وتأويل ذلك : أنه أقرأها أبا الدرداء أيام كان القرآن مرخَّصاً فيه أن يُقرأ على بعض اختلاف ، ثم نُسخ ذلك الترخيص بما قرأ به النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته وهو الذي اتفق عليه قراء القرآن . وكتب في المصحف في زمن أبي بكر رضي الله عنه ، وقد بينت في المقدمة السادسة من مقدمات هذا التفسير معنى قولهم : قراءة النبي صلى الله عليه وسلم