فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) وقوله : { فإذا قرأناه } ، أي إذا قَرأه جبريل عنا ، فأُسْنِدَتْ القراءةُ إلى ضمير الجلالة على طريقة المجاز العقلي ، والقرينة واضحة .
ومعنى { فاتَّبع قرآنه } ، أي أنْصِتْ إلى قِرَاءتِنَا . فضمير { قَرأناه } راجع إلى ما رجع إليه ضمير الغائب في { لا تُحرك به } وهو القرآن بالمعنى الأسمي ، فيكون وقوع هذه الآية في هذه السورة مثل وقوع { ومَا نتنزّل إلاّ بأمر ربك } في سورة مريم ( 64 ) ، ووقوع { حافظوا على الصلوات والصلاةِ الوسطى في أثناء أحكام الزوجات } في سورة البقرة ( 238 ) . قالوا : نزلت هذه الآية في أثناء سورة القيامة : هذا ما لا خلاف فيه بين أهل الحديث وأيمة التفسير . وذكر الفخر عن القفال أنه قال : إن قوله : لا تُحرك به لسانك } ليس خطاباً مع الرسول صلى الله عليه وسلم بل هو خطاب مع الإِنسان المذكور في قوله : { ينبَّأ الإِنسان } [ القيامة : 13 ] فكان ذلك للإِنسان حا لَما يُنَبَّأُ بقبائح أفعاله فيقال له : اقرأ كتابك ، فإذا أخذ في القراءة تلجلج لسانه فيقال له : لا تحرك به لسانك لتعجل به فإنه يجب علينا بحكم الوعد أو بحكم الحكمة أن نجمع أعمالك وأن نقرأها عليك فإذا قرأناه عليك فاتبع قرآنه بالإِقرار