القول في تأويل قوله : وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وهدينا أيضًا لمثل الذي هدينا له نوحًا من الهدى والرشاد من ذريته: زكريا بن إدُّو بن برخيَّا، (40) ويحيى بن زكريا, وعيسى ابن مريم ابنة عمران بن ياشهم بن أمون بن حزقيا, (41) = وإلياس .
* * *
واختلفوا في" إلياس ".
فكان ابن إسحاق يقول: هو إلياس بن يسى (42) بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران، ابن أخي موسى نبيّ الله صلى الله عليه وسلم.
* * *
وكان غيره يقول: هو إدريس. وممن ذكر ذلك عنه عبد الله بن مسعود.
13515 - حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا إسرائيل, عن أبي إسحاق, عن عبيدة بن ربيعة, عن عبد الله بن مسعود قال: " إدريس "، هو " إلياس ", و " إسرائيل "، هو " يعقوب ". (43)
* * *
وأما أهل الأنساب فإنهم يقولون: " إدريس "، جدّ نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ، و " أخنوخ " هو " إدريس بن يرد بن مهلائيل ". وكذلك روي عن وهب بن منبه.
* * *
والذي يقول أهل الأنساب أشبه بالصواب. وذلك أنّ الله تعالى ذكره نسب " إلياس " في هذه الآية إلى " نوح "، وجعله من ذريته، و " نوح " ابن إدريس عند أهل العلم, فمحال أن يكون جدّ أبيه منسوبًا إلى أنه من ذريته.
* * *
وقوله: " كل من الصالحين "، يقول: من ذكرناه من هؤلاء الذين سمينا (44) =" من الصالحين ", يعني: زكريا ويحيى وعيسى وإلياس صلى الله عليهم. (45)
-------------------
الهوامش :
(40) في كتاب القوم ( بن عِدُّوْ ( في"عزرا". الإصحاح الخامس والسادس. وفي المطبوعة: "بن أزن" وفي المخطوطة: "بن أدر" ، وقال صاحب قاموس الكتاب: "زكريا بن يبرخيا ابن عدو . . . يذكر بأنه"بن عدو" ، وسبب ذلك على الأرجح أن أباه برخيا ، مات في ريعان الشباب ، فنسب حسب العوائد ، إلى جده"عدو" الذي كان مشهورًا أكثر من أبيه". وفي كتاب القوم ( يبرخيّا ( ، وكان في المطبوعة"بركيا" ، وهو في المخطوطة غير حسن الكتابة ، فأثبت ما في تاريخ الطبري 2: 13.
(41) في المطبوعة: "عمران بن أشيم بن أمور" ، خطأ ، صوابه مما سلف 6: 328 ، 329 ، ومن تاريخ الطبري 2: 13.
(42) في تاريخ الطبري 2: 13"بن ياسين".
(43) الأثر: 13515 -"عبيدة بن ربيعة" ، كوفي ، روى عن ابن مسعود ، وعثمان ابن عفان. روى عنه الشعبي ، وأبو إسحق السبيعي. مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 3/1/91. و"أبو إسحق" هو السبيعي ، كما سلف ، وكان في المخطوطة والمطبوعة"ابن إسحق" ، وهو خطأ محض. وهذا الخبر ذكره البخاري تعليقًا (الفتح 6: 265) ، وقال الحافظ: "أما قول ابن مسعود ، فوصله عبيد بن حميد ، وابن أبي حاتم بإسناد حسن ، عنه".
(44) انظر تفسير"كل" فيما سلف ص: 507 ، تعليق: 2 ، والمرجع هناك.
(45) انظر تفسير"الصالح" فيما سلف من فهارس اللغة (صلح).