القول في تأويل قوله : ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَإهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ثم بعثنا من بعد نوح وهود وصالح ولوط وشعيب، موسى بن عمران.
* * *
و " الهاء والميم " اللتان في قوله: " من بعدهم "، هي كناية ذكر الأنبياء عليهم السلام التي ذكرت من أول هذه السورة إلى هذا الموضع.
* * *
=" بآياتنا " يقول: بحججنا وأدلتنا (14) " إلى فرعون وملئه ", يعني: إلى جماعة فرعون من الرجال (15) = " فظلموا بها "، يقول: فكفروا بها. و " الهاء والألف " اللتان في قوله: " بها " عائدتان على " الآيات ". ومعنى ذلك: فظلموا بآياتنا التي بعثنا بها موسى إليهم= وإنما جاز أن يقال: " فظلموا بها," بمعنى: كفروا بها, لأن الظلم وَضْعُ الشيء في غير موضعه. وقد دللت فيما مضى على أن ذلك معناه، بما أغنى عن إعادته. (16) .
* * *
والكفر بآيات الله، وضع لها في غير موضعها, وصرف لها إلى غير وجهها الذي عُنِيت به= " فانظر كيف كان عاقبه المفسدين "، يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فانظر يا محمد، بعين قلبك، كيف كان عاقبة هؤلاء الذين أفسدوا في الأرض؟ (17) = يعني فرعون وملأه, إذ ظلموا بأيات الله التي جاءهم بها موسى عليه السلام , وكان عاقبتهم أنهم أغرقوا جميعًا في البحر.
------------------
الهوامش :
(14) انظر تفسير (( الآية )) فيما سلف في فهارس اللغة ( أيى ) .
(15) انظر تفسير (( الملأ )) فيما سلف 12 : 565 تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(16) انظر تفسير (( الظلم )) فيما سلف من فهارس اللغة ( ظلم ) .
(17) انظر تفسير (( العاقبة )) فيما سلف 12 : 560 ، تعليق 1 ، والمراجع هناك . = وتفسير (( الفساد )) فيما سلف 12 : 560 تعليق : 2 ، والمراجع هناك .