مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) و { مطهرة } اسم مفعول مِن طَهَّره إذا نظَّفه . والمراد هنا : الطهارة المجازية وهي الشرف ، فيجوز أن يحمل الصحف على حقيقته فتكون أوصافها ب { مُكرمة ، مرفوعة ، مطهرة } محمولة على المعاني المجازية وهي معاني الاعتناء بها كما قال تعالى : { قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم } [ النمل : 29 ] . وتشريفها كما قال تعالى : { إن كتاب الأبرار لفي عليين } [ المطففين : 18 ] وقُدسِيةِ معانيها كما قال تعالى : { ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم } [ البقرة : 129 ] ، وكان المرادُ بالصحف الأشياء التي كتب فيها القرآن من رقوق وقراطيسَ ، وأكتاف ، ولِخاف ، وجريد .
فقد روي أن كتَّاب الوحي كانوا يكتبون فيها كما جاء في خبر جمع أبي بكر للمصحف حين أمر بكتابته في رقوق أو قراطيس ، ويكون إطلاق الصحف عليها تغليباً ويكون حرف ( في ) للظرفية الحقيقية