ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) والشق : الإِبعاد بين ما كان متصلاً . والمراد هنا شقّ سطح الأرض بخرق الماء فيه أو بآلة كالمحراث والمسحاة ، أو بقوة حرّ الشمس في زمن الصيف لتتهيأ لقبول الأمطار في فصل الخريف والشتاء .
وإسناد الصّب والشق والإِنبات إلى ضمير الجلالة لأن الله مقدِّر نظام الأسباب المؤثرة في ذلك ، ومُحْكِمُ نواميسها ومُلهمُ الناس استعمالها .
فالإسناد مجاز عقلي في الأفعال الثلاثة . وقد شاع في { صببنا } و { أنبتنا } حتى ساوَى الحقيقة العقلية .
وانتصب { صبّاً } و { شقاً } على المفعول المطلق ل { صببنا } و { شققنا } مؤكّداً لعامله ليتأتى تنوينه لما في التنكير من الدلالة على التعظيم وتعظيم كل شيء بما يناسبه وهو تعظيم تعجيب .