وقوله : { ذرية بعضها من بعض } حال من آل إبراهيم وآلِ عمران . والذرية تقدم تفسيرها عند قوله تعالى : { قال و من ذريتي } في سورة البقرة ( 124 ) وقد أجمل البعض هنا : لأنّ المقصود بيان شدّة الاتصال بين هذه الذرية ، فمن للاتصال لا للتبعيض أي بين هذه الذرية اتّصال القرابة ، فكل بعض فيها هو متّصل بالبعض الآخر ، كما تقدم في قوله تعالى : { فليس من اللَّه في شيء } [ آل عمران : 28 ] .
والغرض من ذكر هؤلاء تذكير اليهود والنصارى بشدّة انتساب أنبيائهم إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فما كان ينبغي أن يجعلوا موجب القرابة مُوجبَ عداوة وتفريق . ومن هنا ظهر موقع قوله : { والله سميع عليم } أي سميع بأقوال بعضكم في بعضضِ هذه الذرية : كقول اليهود في عيسى وأمه ، وتكذيبهم وتكذيب اليهود والنصارى لمحمد صلى الله عليه وسلم