هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) هدى وبشرى } حالان من { كتاب بعد وصفه بمبين } [ النمل : 1 ] .
وجعل الحال مصدراً للمبالغة بقوة تسببه في الهدى وتبليغه البشرى للمؤمنين .
فالمعنى : أن الهدى للمؤمنين والبشرى حاصلان منه ومستمران من آياته .
والبشرى : اسم للتبشير ، ووصف الكتاب بالهدى والبشرى جار على طريقة المجاز العقلي ، وإنما الهادي والمبشر الله أو الرسول بسبب الكتاب . والعامل في الحال ما في اسم الإشارة من معنى : أُشير ، كقوله : { وهذا بعلي شيخاً } [ هود : 72 ] ، وقد تقدم ما فيه في سورة إبراهيم .
و { للمؤمنين } يتنازعه { هدى وبشرى } لأن المؤمنين هم الذين انتفعوا بهديه كقوله : { هدى للمتقين } [ البقرة : 2 ] .
ووصف المؤمنين بالموصول لتمييزهم عن غيرهم لأنهم عُرفوا يومئذ بإقامة الصلاة وإعطاء الصدقات للفقراء والمساكين ، ألا ترى أن الله عرّف الكفار بقوله { وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة } [ فصلت : 6 ، 7 ] ، ولأن في الصلة إيماء إلى وجه بناء الإخبار عنهم بأنهم على هدى من ربّهم ومفلحون .