أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) استئناف من كلامه انتقل به من غرض الدعوة الأصلية بقوله : { ألا تَتّقون } [ الشعراء : 177 ] إلى آخره إلى الدعوة التفصيلية بوضع قوانين المعاملة بينهم ، فقد كانوا مع شركهم بالله يطفّفون المكيال والميزان ويبخسون أشياء الناس إذا ابتاعوها منهم ، ويفسدون في الأرض . فأما تطفيف الكيل والميزان فظلمٌ وأكل مال بالباطل ، ولما كان تجارهم قد تمالؤوا عليه اضطر الناس إلى التبايع بالتطفيف .
و { أوفوا } أمر بالإيفاء ، أي جعل الشيء وافياً ، أي تاماً ، أي اجعلوا الكيل غير ناقص . والمُخْسِر : فاعل الخسارة لغيره ، أي المُنقص ، فمعنى { ولا تكونوا من المخسرين } لا تكونوا من المطفّفين . وصوغ { من المخسرين } أبلغ من : لا تكونوا مُخسرين . لأنه يدل على الأمر بالتبرُّؤ من أهل هذا الصنيع ، كما تقدم آنفاً في عدة آيات منها قوله : { لتكونَنَّ من المرجومين } [ الشعراء : 116 ] في قصة نوح .
والقُسطاس : بضم القاف وبكسرها من أسماء العدل ، ومن أسماء الميزان