مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) ، وهو إعراض الأمة عن هدي رسولها وانصياعها إلى تضليل المضللين من بينها . فللإيماء إلى هذا قال تعالى : { وقد آتيناك من لدنّا ذكراً من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وِزراً خالدين فيه .
وتنكير ذِكراً } للتعظيم ، أي آتيناك كتاباً عظيماً . وقوله { مِن لَّدُنَّا } توكيد لمعنى { ءاتيناك } وتنويه بشأن القرآن بأنه عطية كانت مخزونة عند الله فخص بها خير عباده .
والوِزر : الإثم . وجعل محمولاً تمثيل لملاقاة المشقة من جراء الإثم ، أي من العقاب عنه . فهنا مضاف مُقدر وقرينته الحال في قوله { خالدين فِيهَا } ، وهو حال من اسم الموصول أو الضمير المنصوب بحرف التوكيد ، وما صدقهما ، متّحد وإنما اختلف بالإفراد والجمع رعياً لِلَفظ ( مَن ) مرةً ولمدلولها مرة . وهو الجمع المعرضون . فقال { من أعرَض ثم قال خَالدين .