تفسير القرطبي - Al-Qortoby   سورة  العصر الأية 2


سورة Sura   العصر   Al-Asr
الصفحة Page 601
إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)

قوله تعالى : إن الإنسان لفي خسر

هذا جواب القسم . والمراد به الكافر ; قاله ابن عباس في رواية أبي صالح . وروى الضحاك عنه قال : يريد جماعة من المشركين : الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل ، والأسود بن عبد المطلب بن أسد بن عبد العزى ، والأسود بن عبد يغوث . وقيل : يعني بالإنسان جنس الناس . لفي خسر لفي غبن . وقال الأخفش : هلكة . الفراء : عقوبة ; ومنه قوله تعالى : وكان عاقبة أمرها خسرا . ابن زيد : لفي شر . وقيل : لفي نقص ; المعنى متقارب . وروي عن سلام والعصر بكسر الصاد . وقرأ الأعرج وطلحة وعيسى الثقفي خسر بضم السين . وروى ذلك هارون عن أبي بكر عن عاصم . والوجه فيهما الإتباع . ويقال : خسر وخسر ; مثل عسر وعسر . وكان علي يقرؤها ( والعصر ونوائب الدهر إن الإنسان لفي خسر وإنه فيه إلى آخر الدهر ) . وقال إبراهيم : إن الإنسان إذا عمر في الدنيا وهرم ، لفي نقص وضعف وتراجع ; إلا المؤمنين ، فإنهم تكتب لهم أجورهم التي كانوا يعملونها في حال شبابهم ; نظيره قوله تعالى : لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين . قال : وقراءتنا ( والعصر إن الإنسان لفي خسر وإنه في آخر الدهر ) . والصحيح ما عليه الأمة والمصاحف . وقد مضى الرد في مقدمة الكتاب على من خالف مصحف عثمان ، وأن ذلك ليس بقرآن يتلى ; فتأمله هناك .

 


اتصل بنا | الملكية الفكرية DCMA | سياسة الخصوصية | Privacy Policy | قيوم المستخدم

آيــــات - القرآن الكريم


© 2022