قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان يعني مسالكه ومذاهبه ؛ المعنى : لا تسلكوا الطريق الذي يدعوكم إليها الشيطان . وواحد الخطوات خطوة ، هو ما بين القدمين . والخطوة ( بالفتح ) المصدر ؛ يقال : خطوت خطوة ، وجمعها خطوات . وتخطى إلينا فلان ؛ ومنه الحديث أنه رأى رجلا يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة . وقرأ الجمهور ( خطوات ) بضم الطاء . وسكنها عاصم ، والأعمش . وقرأ الجمهور ( ما زكى ) بتخفيف الكاف ؛ أي ما اهتدى ولا أسلم ولا عرف رشدا . وقيل : ما زكى أي ما صلح ؛ يقال : زكا يزكو زكاء ؛ أي صلح . وشددها الحسن ، وأبو حيوة ؛ أي أن تزكيته لكم وتطهيره وهدايته إنما هي بفضله لا بأعمالكم . وقال الكسائي : يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان معترض ، وقوله : ما زكى منكم من أحد أبدا جواب لقوله أولا وثانيا : ولولا فضل الله عليكم .