قال ابن زيد في رواية ابن وهب عنه : إنه قرينه من الإنس ، فيقول الله تعالى لقرينه : ألقيا في جهنم قال الخليل والأخفش : هذا كلام العرب الفصيح ، أن تخاطب الواحد بلفظ الاثنين فتقول : " ويلك ارحلاها وازجراها ، وخذاه وأطلقاه " للواحد . قال الفراء : تقول للواحد قوما عنا ، وأصل ذلك أن أدنى أعوان الرجل في إبله وغنمه ورفقته في سفره اثنان فجرى كلام الرجل على صاحبيه ، ومنه قولهم للواحد في الشعر : خليلي ، ثم يقول : يا صاح . قال امرؤ القيس : خليلي مرا بي على أم جندب نقض لبانات الفؤاد المعذب وقال أيضا : قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل وقال آخر : فإن تزجراني يابن عفان أنزجر وإن تدعاني أحم عرضا ممنعا وقيل : جاء كذلك لأن القرين يقع للجماعة والاثنين . وقال المازني : قوله : " ألقيا " يدل على ألق ألق . وقال المبرد : هي تثنية على التوكيد ، المعنى ألق ألق ، فناب ألقيا مناب التكرار . ويجوز أن يكون " ألقيا " تثنية على خطاب الحقيقة من قول الله تعالى يخاطب به الملكين . وقيل : هو مخاطبة للسائق والحافظ . وقيل : إن الأصل ألقين بالنون الخفيفة تقلب في الوقف ألفا فحمل الوصل على الوقف .
وقرأ الحسن " ألقين " بالنون الخفيفة نحو قوله : وليكونا من الصاغرين وقوله : لنسفعا .
كل كفار عنيد أي : معاند ; قاله مجاهد وعكرمة . وقال بعضهم : العنيد المعرض عن الحق ; يقال : عند يعند بالكسر عنودا أي : خالف ورد الحق وهو يعرفه فهو عنيد وعاند ، وجمع العنيد عند مثل رغيف ورغف .