إن ربهم بهم يومئذ لخبير أي عالم لا يخفى عليه منهم خافية . وهو عالم بهم في ذلك اليوم وفي غيره ; ولكن المعنى أنه يجازيهم في ذلك اليوم .
وقوله : إذا بعثر العامل في إذا : بعثر ، ولا يعمل فيه يعلم ; إذ لا يراد به العلم من الإنسان ذلك الوقت ، إنما يراد في الدنيا . ولا يعمل فيه خبير ; لأن ما بعد إن لا يعمل فيما قبلها . والعامل في يومئذ : خبير ، وإن فصلت اللام بينهما ; لأن موضع اللام الابتداء . وإنما دخلت في الخبر لدخول إن على المبتدأ . ويروى أن الحجاج قرأ هذه السورة على المنبر يحضهم على الغزو ، فجرى على لسانه : ( أن ربهم ) بفتح الألف ، ثم استدركها فقال : خبير بغير لام . ولولا اللام لكانت مفتوحة ، لوقوع العلم عليها . وقرأ أبو السمال أن ربهم بهم يومئذ خبير . والله سبحانه وتعالى أعلم .