قوله تعالى : قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي إنه سميع قريب .
قوله تعالى : قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وذلك أن الكفار قالوا تركت دين آبائك فضللت . فقال له : قل يا محمد إن ضللت كما تزعمون فإنما أضل على نفسي . وقراءة العامة ضللت بفتح اللام . وقرأ يحيى بن وثاب وغيره : ( قل إن ضللت ) بكسر اللام وفتح الضاد من ( أضل ) ، والضلال والضلالة ضد الرشاد . وقد ضللت ( بفتح اللام ) أضل ( بكسر الضاد ) ، قال الله تعالى : قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي فهذه لغة نجد وهي الفصيحة . وأهل العالية يقولون ( ضللت ) بالكسر ( أضل ) ، أي إثم ضلالتي على نفسي . وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي من الحكمة والبيان إنه سميع قريب أي سميع ممن دعاه قريب الإجابة . وقيل وجه النظم : قل إن ربي يقذف بالحق ويبين الحجة ، وضلال من ضل لا يبطل الحجة ، ولو ضللت لأضررت بنفسي ، لا أنه يبطل حجة الله ، وإذا اهتديت فذلك فضل الله إذ ثبتني على الحجة إنه سميع قريب .