تفسير القرطبي - Al-Qortoby   سورة  يس الأية 19


سورة Sura   يس   Yaseen
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (19) وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (24) إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)
الصفحة Page 441
قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (19)

قالوا طائركم معكم فقالت الرسل : طائركم معكم أي : شؤمكم معكم ، أي : حظكم من الخير والشر معكم ، ولازم في أعناقكم ، وليس هو من شؤمنا ، قال معناه الضحاك . وقال قتادة : أعمالكم معكم . ابن عباس : معناه الأرزاق والأقدار تتبعكم . الفراء : طائركم معكم رزقكم وعملكم ، والمعنى واحد . وقرأ الحسن : " اطيركم " أي : تطيركم . أإن ذكرتم قال قتادة : إن ذكرتم تطيرتم .

وفيه تسعة أوجه من القراءات : قرأ أهل المدينة : " أين ذكرتم " بتخفيف الهمزة الثانية . وقرأ أهل الكوفة : أإن بتحقيق الهمزتين . والوجه الثالث : " أاإن ذكرتم " بهمزتين بينهما ألف ، أدخلت الألف كراهة للجمع بين الهمزتين . والوجه الرابع : " أاين " بهمزة بعدها ألف وبعد الألف همزة مخففة . والقراءة الخامسة " أاأن " بهمزتين مفتوحتين بينهما ألف . والوجه السادس : " أأن " بهمزتين محققتين مفتوحتين . وحكى الفراء أن هذه القراءة قراءة أبي رزين .

قلت : وحكاه الثعلبي عن زر بن حبيش وابن السميقع . وقرأ عيسى بن عمر والحسن البصري : " قالوا طائركم معكم أين ذكرتم " بمعنى حيث . وقرأ يزيد بن القعقاع والحسن وطلحة " ذكرتم " بالتخفيف ، ذكر جميعه النحاس . وذكر المهدوي عن طلحة بن مصرف وعيسى الهمداني : " آن ذكرتم " بالمد ، على أن همزة الاستفهام دخلت على همزة مفتوحة . الماجشون : " أن ذكرتم " بهمزة واحدة مفتوحة . فهذه تسع قراءات . وقرأ ابن هرمز " طيركم معكم " . " أئن ذكرتم " أي : لإن وعظتم ، وهو كلام مستأنف ، أي : إن وعظتم تطيرتم . وقيل : إنما تطيروا لما بلغهم أن كل نبي دعا قومه فلم يجيبوه كان عاقبتهم الهلاك . بل أنتم قوم مسرفون قال قتادة : مسرفون في تطيركم . يحيى بن سلام : مسرفون في كفركم . وقال ابن بحر : السرف هاهنا الفساد ، ومعناه بل أنتم قوم مفسدون . وقيل : مسرفون مشركون ، والإسراف مجاوزة الحد ، والمشرك يجاوز الحد .

 


اتصل بنا | الملكية الفكرية DCMA | سياسة الخصوصية | Privacy Policy | قيوم المستخدم

آيــــات - القرآن الكريم


© 2022