قوله تعالى : أفلم يسيروا في الأرض حتى يشاهدوا آثار الأمم السالفة كانوا أكثر منهم عددا وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون من الأبنية والأموال وما أدالوا به من الأولاد والأتباع ، يقال : دلوت بفلان ، إليك أي : استشفعت به إليك . وعلى هذا " ما " للجحد أي : فلم يغن عنهم ذلك شيئا . وقيل : " ما " للاستفهام أي : أي شيء أغنى عنهم كسبهم حين هلكوا ولم ينصرف " أكثر " ; لأنه على وزن أفعل . وزعم الكوفيون أن كل ما لا ينصرف فإنه يجوز أن ينصرف إلا أفعل من كذا فإنه لا يجوز صرفه بوجه في شعر ولا غيره إذا كانت معه من . قال أبو العباس : ولو كانت " من " المانعة من صرفه لوجب ألا يقال : مررت بخير منك وشر منك ومن عمرو .