قوله تعالى : كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون
قوله تعالى : كذلك العذاب أي عذاب الدنيا وهلاك الأموال ; عن ابن زيد . وقيل : إن هذا وعظ لأهل مكة بالرجوع إلى الله لما ابتلاهم بالجدب لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، أي كفعلنا بهم نفعل بمن تعدى حدودنا في الدنيا .
ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون وقال ابن عباس : هذا مثل لأهل مكة حين خرجوا إلى بدر وحلفوا ليقتلن محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وليرجعن إلى مكة حتى يطوفوا بالبيت ويشربوا الخمر ، وتضرب القينات على رءوسهم ; فأخلف الله ظنهم وأسروا وقتلوا وانهزموا كأهل هذه الجنة لما خرجوا عازمين على الصرام فخابوا . ثم قيل : إن الحق الذي منعه أهل الجنة المساكين يحتمل أنه كان واجبا عليهم ، ويحتمل أنه كان تطوعا ; والأول أظهر ، والله أعلم . وقيل : السورة مكية ; فبعد حمل الآية على ما أصاب أهل مكة من القحط ، وعلى قتال بدر .