قوله تعالى ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون
أي جعلناها لكم قرارا ومهادا ، وهيأنا لكم فيها أسباب المعيشة . والمعايش جمع معيشة ، أي ما يتعيش به من المطعم والمشرب وما تكون به الحياة . يقال : عاش يعيش عيشا ومعاشا ومعيشا ومعيشة وعيشة . وقال الزجاج : المعيشة ما يتوصل به إلى العيش . ومعيشة في قول الأخفش وكثير من النحويين مفعلة . وقرأ الأعرج : ( معائش ) بالهمز . وكذا روى خارجة بن مصعب عن نافع . قال النحاس : والهمز لحن لا يجوز ; لأن الواحدة معيشة ، أصلها معيشة ، فزيدت ألف الوصل وهي ساكنة والياء ساكنة ، فلا بد من تحريك إذ لا سبيل إلى الحذف ، والألف لا تحرك فحركت الياء بما كان يجب لها في الواحد . ونظيره من الواو منارة ومناور ، ومقام ومقاوم ; كما قال الشاعر :
وإني لقوام مقاوم لم يكن جرير
ولا مولى جرير يقومها
وكذا مصيبة ومصاوب - هذا الجيد - ولغة شاذة : مصائب . قال الأخفش : إنما جاز مصائب ; لأن الواحدة معتلة . قال الزجاج : هذا خطأ يلزمه عليه أن يقول مقائم . ولكن القول أنه مثل وسادة وإسادة . وقيل : لم يجز الهمز في معايش لأن المعيشة مفعلة ; فالياء أصلية ، وإنما يهمز إذا كانت الياء زائدة مثل مدينة ومدائن ، وصحيفة وصحائف ، وكريمة وكرائم ، ووظيفة ووظائف ، وشبهه .