روى عن ربيعة في النباش قال تقطع يده فقيل له : لم قلت ذلك ؟ قال .
إن الله عز وجل يقول : " ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا " فالأرض حرز .
وقد مضى هذا في سورة " المائدة " .
وكانوا يسمون بقيع الغرقد كفتة ; لأنه مقبرة تضم الموتى , فالأرض تضم الأحياء إلى منازلهم والأموات في قبورهم .
وأيضا استقرار الناس على وجه الأرض , ثم اضطجاعهم عليها , انضمام منهم إليها .
وقيل : هي كفات للأحياء يعني دفن ما يخرج من الإنسان من الفضلات في الأرض ; إذ لا ضم في كون الناس عليها , والضم يشير إلى الاحتفاف من جميع الوجوه .
وقال الأخفش وأبو عبيدة ومجاهد في أحد قوليه : الأحياء والأموات ترجع إلى الأرض , أي الأرض منقسمة إلى حي وهو الذي ينبت , وإلى ميت وهو الذي لا ينبت .
وقال الفراء : انتصب , " أحياء وأمواتا " بوقوع الكفات عليه ; أي ألم نجعل الأرض كفات أحياء وأموات .
فإذا نونت نصبت ; كقوله تعالى : " أو إطعام في يوم ذي مسغبة .
يتيما " [ البلد : 14 - 15 ] .
وقيل : نصب على الحال من الأرض , أي منها كذا ومنها كذا .
وقال الأخفش : " كفاتا " جمع كافتة والأرض يراد بها الجمع فنعتت بالجمع .
وقال الخليل : التكفيت : تقليب الشيء ظهرا لبطن أو بطنا لظهر .
ويقال : انكفت القوم إلى منازلهم أي انقلبوا .
فمعنى الكفات أنهم يتصرفون على ظهرها وينقلبون إليها ويدفنون فيها .