ثم انتقل - سبحانه - من توبيخهم على جهلهم ، إلى توبيخهم على كذبهم فقال : ( أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ . إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُون ) .
و ( أم ) هنا وما بعدها للإضراب الانتقالى ، وهى بمعنى بل ، والضمير فى قوله ( أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ ( فِيهِ ) يعود على الكتاب .
وقوله : ( تَدْرُسُونَ ) أى : تقرأون بعناية وتفكير .
وقوله : ( تَخَيَّرُون ) أصله : تتخيرون . والتخير : تطلب ما هو خير . يقال : فلان تخير الشئ واختاره ، إذا أخذ خيره وجيده .
أى : بل ألكم - أيها المشركون - كتاب قرأتم فيه بفهم وتدبر المساواة بين المتقين والمجرمين ، وأخذتم منه ما اخترتموه من أحكام؟ إنه لا يوجد كتاب سماوى ، أو غير سماوى ، يوافقكم على التسوية بين المتقين والمجرمين . وأنتم إنما تصدرون أحكاما كاذبة . ما أنزل الله بها من سلطان .