وبعد أن بين- سبحانه- ما هم عليه من طاعات، أتبع ذلك ببيان اجتنابهم للمعاصي والسيئات فقال: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ أى: لا يشركون مع الله- تعالى- إلها آخر لا في عبادتهم ولا في عقائدهم. وإنما يخلصون وجوههم لله- تعالى- وحده.
وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ أى: ولا يقتلون النفس التي حرم الله- تعالى- قتلها لأى سبب من الأسباب، إلا بسبب الحق المزيل والمهدر لعصمتها وحرمتها، ككفر بعد إيمان، وزنا بعد إحصان، أو قتل نفس بغير ذنب يوجب قتلها.
وَلا يَزْنُونَ أى: ولا يرتكبون فاحشة الزنا، بأن يستحلوا فرجا حرمه الله- تعالى- عليهم.
روى الشيخان وغيرهما عن عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أى الذنب أكبر؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك، قلت: ثم أى: قال: «أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قلت: ثم أى؟ قال: أن تزانى حليلة جارك..» .
وقوله- تعالى-: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً ... بيان لسوء عاقبة من يرتكب شيئا من تلك الفواحش السابقة.
أى: ومن يفعل ذلك الذي نهينا عنه من الإشراك والقتل والزنا، يلق عقابا شديدا لا يقادر قدره.