والاستفهام في قوله- تعالى-: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً ...
للإنكار والتعجب من أحوال هؤلاء المشركين، والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام.
والأنعام: جمع نعم: وهي الإبل والبقر والغنم.
والمعنى: أعمى هؤلاء المشركون عن مظاهر قدرتنا، ولم يروا بأعينهم، ولم يعلموا بعقولهم.
أنا خلقنا لهم مما عملته أيدينا. وصنعته قدرتنا. أنعاما كثيرة هم لها مالكون يتصرفون فيها تصرف المالك في ملكه.
وأسند- سبحانه- العمل إلى الأيدى، للإشارة إلى أن خلق هذه الأنعام كان بقدرته - تعالى- وحده دون أن يشاركه في ذلك مشارك، أو يعاونه معاون. كما يقول القائل: هذا الشيء فعلته بيدي وحدي، للدلالة على تفرده بفعله.
والتعبير بقوله- تعالى- لَهُمْ للإشعار بأن خلق هذه الأنعام إنما حدث لمنفعتهم ومصلحتهم.
وما في قوله مِمَّا عَمِلَتْ موصولة. والعائد محذوف. أى: مما عملته أيدينا.
وقوله: فَهُمْ لَها مالِكُونَ بيان لإحدى المنافع المترتبة على خلق هذه الأنعام لهم.