ثم وبخهم الله على جهلهم بحقيقة علمه فقال تعالى: أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ أى: أيقول الذين لم ينافقوا من اليهود لإخوانهم الذين نافقوا ما قالوا، ويكتمون من صفات النبي صلّى الله عليه وسلّم ما كتموا، ويحرفون من كتاب الله ما حرفوا، ولا يعلمون أن الله يعلم. ما يخفون من كفر وحقد، وما يظهرون من إيمان وود؟
فالآية الكريمة فيها توبيخ وتجهيل لليهود الذين عاتبوا المنافقين منهم على تحديث المؤمنين بما في توراتهم مما يؤيد صدق النبي صلّى الله عليه وسلّم لأنهم لو كانوا مؤمنين إيمانا صادقا بإحاطة علمه بسرهم وعلانيتهم، لما نهوا إخوانهم عن تحديث المؤمنين بما فيها فإن ما فيها من صفات للنبي صلّى الله عليه وسلّم من الحقائق التي أمرهم الله ببيانها ونهاهم عن كتمانها.