ثم حكى القرآن عنهم أنهم قالوا- أيضا- رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ على أنبيائك من كتب وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ أى امتثلنا ما أتى به منك إلينا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ أى: اكتبنا بفضلك ورحمتك مع الشاهدين بوحدانيتك العاملين بشريعتك المستحقين لرضاك ورحمتك.
فهم قد صدروا ضراعتهم إلى الله- تعالى- بالاعتراف الكامل بربوبيته ثم أعلنوا إيمانهم به وبما أنزل على أنبيائه، ثم أقروا باتباعهم لرسوله والأخذ بسنته، ثم التمسوا منه- سبحانه- بعد ذلك أن يجعلهم من عباده الذين رضى عنهم وأرضاهم.
وهذا يدل على أنهم في نهاية الأدب مع الله- تعالى- وعلى أنهم في أسمى مراتب الإيمان قال بعض العلماء: وكان عدد هؤلاء الحواريين اثنى عشر رجلا آمنوا بعيسى وصدقوه ولازموه في دعوته إلى الحق.