ثم وضح- سبحانه- ما أعده للمؤمنين الصادقين من ثواب جزيل فقال: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ ... أى: لنسترن عنهم سيئاتهم، ولنزيلنها- بفضلنا وإحساننا- من صحائف أعمالهم.
ثم بعد ذلك وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ أى: ولنجزينهم بأحسن الجزاء على أعمالهم الصالحة التي كانوا يعملونها في الدنيا، بأن نعطيهم على الحسنة عشر أمثالها.
قال الجمل ما ملخصه: قوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ.. يجوز أن يكون مرفوعا بالابتداء، والخبر جملة القسم المحذوفة، وجوابها أى: والله لنكفرن. ويجوز أن يكون منصوبا بفعل مضمر على الاشتغال. أى: ونخلص الذين آمنوا من سيئاتهم ...
وقال أَحْسَنَ لأنه سبحانه إذا جازاهم بالأحسن، جازاهم بما هو دونه. فهو من التنبيه على الأدنى بالأعلى» .
ثم بين- سبحانه- أن طاعة الله- تعالى- يجب أن تقدم على كل طاعة، فقال: