وسيط - Waseet   سورة  الإسراء الأية 39


سورة Sura   الإسراء   Al-Israa
ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ۗ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا (39) أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا ۚ إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا (40) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا (41) قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَّابْتَغَوْا إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا (47) انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48) وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49)
الصفحة Page 286
ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ۗ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا (39)

ثم ختم- سبحانه- تلك الأحكام المحكمة، والتكاليف السامية، بقوله: ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً.

أى: ذلك الذي أمرناك به، ونهيناك عنه- أيها الرسول الكريم- بعض ما أوحاه الله- تعالى- عليك «من الحكمة» التي هي علم الشرائع ومعرفة الحق، والعمل به، وحذار أن تجعل بعد هذا البيان الحكيم، مع الله- تعالى- إلها آخر- أيها المخاطب- فتلقى وتطرح في جهنم، ملوما من نفسك ومن غيرك، مدحورا أى: مبعدا من رحمة الله- تعالى- قال صاحب الكشاف: ولقد جعل الله- تعالى- فاتحتها- أى تلك الآيات المشتملة على تلك الأوامر والنواهي- وخاتمتها، النهى عن الشرك، لأن التوحيد هو رأس كل حكمة وملاكها ومن عدمه لم تنفعه حكمه وعلومه وإن بذّفيها الحكماء، وحك بيافوخه السماء، وما أغنت عن الفلاسفة أسفار الحكم وهم عن دين الله أضل من النعم .

وبذلك نرى أن هذه الآيات الكريمة التي اشتملت على بضع وعشرين تكليفا، والتي ابتدأت بقوله- تعالى- لا تجعل مع الله إلها آخر ... وانتهت بقوله- سبحانه-: وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ.. قد ربطت قواعد السلوك والآداب: والتكاليف الفردية والاجتماعية، بإخلاص العبادة لله- تعالى- لأن هذا الإخلاص لله- تعالى- في العقيدة والعبادة والقول والعمل.. هو رأس كل حكمة وملاكها. كما قال صاحب الكشاف- رحمه الله-.

وبعد أن ذكر- سبحانه- ما ذكر من الأوامر والنواهي في الآيات السابقة، التي بدأها وختمها بالنهى عن الإشراك بالله- تعالى- أتبع ذلك بإقامة الأدلة على استحالة أن يكون له شريك أو ولد، بل كل من في السموات ومن الأرض، خاضع لسلطانه، وما من شيء إلا ويسبح بحمده، فقال- تعالى-.

 


اتصل بنا | الملكية الفكرية DCMA | سياسة الخصوصية | Privacy Policy | قيوم المستخدم

آيــــات - القرآن الكريم


© 2022