وقوله قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ. رَبِّ مُوسى وَهارُونَ أى: قال السحرة بعد أن تبين لهم الحق وخروا ساجدين لله، آمنا بمالك أمر العالمين ومدبر شئونهم، والمتصرف فيهم، وجملة رَبِّ مُوسى وَهارُونَ بدل من الجملة التي قبلها، أو صفة لرب العالمين، أو عطف بيان.
وفائدة ذلك نفى توهم من يتوهم أن رب العالمين قد يطلق على غير الله- تعالى- كقول فرعون أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى.
وهكذا نرى أثر الحق عند ما تخالط بشاشته القلوب الواعية، لقد آمن السحرة وصرحوا بذلك أمام فرعون وشيعته، لأنهم أدركوا عن يقين قطعى أن ما جاء به موسى- عليه السلام- ليس من قبيل السحر، والعالم في فنه هو أكثر الناس استعدادا للتسليم بالحقيقة حين تتكشف له، ومن هنا فقد تحول السحرة من التحدي السافر إلى التسليم المطلق أمام صولة الحق الذي لا يجحده إلا مكابر حقود.