ثم بين - سبحانه - شمول علمه لكل شئ فقال : ( وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً ) و " كل " منصوب على الاشتغال ، والإِحصاء للشئ : ضبطه ضبطا محكما . وأصله من لفظ الحصا ، واستعمل فيه لأنهم كانوا يعتمدون على الحصا فى العد ، كما يعتمد بعض الناس الآن على الأصابع .
قال الجمل : وقوله : ( كِتَاباً ) فيه أوجه : أحدها : أنه مصدر من معنى أحصيناه ، أى : إحصاء فالتجوز فى نفس المصدر . والثانى : أنه مصدر لأحصينا ، لأنه فى معنى كتبنا . فالتجوز فى نفس الفعل . . أى : وكل شئ فى هذا الكون ، قد أحصيناه إحصاء تاما ، بحيث لا يعزب منه شئ عن علمنا ، مهما كان صغيرا .