ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بقوله : ( هَلْ ثُوِّبَ الكفار مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ) .
والاستفهام للتقرير . وقوله : ( ثوب ) من التثويب والإِثابة ، أى المجازاة .
يقال : ثوب فلان فلانا وأثابه ، بمعنى جازاه المجازاة اللائقة به .
والمعنى : لقد جوزى الكفار بالجزاء المناسب لتهكمهم بالمؤمنين فى الدنيا ، فقد أنزلنا بهم ما يستحقونه من عقاب أليم ، جزاء وفاقا .
وجاء الجزاء بأسلوب الاستفهام ، لتأكيد هذا الجزاء ، حتى لكأن المخاطب هو الذى نطق بهذا الجزاء العادل الذى استحقه الكافرون . ولبيان أن عدالة الله - تعالى - تقتص من المعتدين مهما طالت بهم الحياة .
والتعبير بثوب - مع أنه أكثر ما يستعمل فى الخير - إنما هو من باب التهكم بهم ، كما فى قوله - تعالى - : ( فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا من عباده المؤمنين الصادقين .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .