" مسومة " أي معلمة ، من السيما وهي العلامة ; أي كان عليها أمثال الخواتيم . وقيل : مكتوب على كل حجر اسم من رمي به ، وكانت لا تشاكل حجارة الأرض . وقال الفراء : زعموا أنها كانت مخططة بحمرة وسواد في بياض ، فذلك تسويمها . وقال كعب : كانت معلمة ببياض وحمرة ، وقال الشاعر :
غلام رماه الله بالحسن يافعا له سيمياء لا تشق على البصر
و " مسومة " من نعت حجارة . و " منضود " من نعت سجيل .
وفي قوله : " عند ربك " دليل على أنها ليست من حجارة الأرض ; قاله الحسن .
وما هي من الظالمين ببعيد يعني قوم لوط ; أي لم تكن تخطئهم . وقال مجاهد : يرهب قريشا ; المعنى : ما الحجارة من ظالمي قومك يا محمد ببعيد . وقال قتادة وعكرمة : يعني ظالمي هذه الأمة ; والله ما أجار الله منها ظالما بعد . وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : سيكون في آخر أمتي قوم يكتفي رجالهم بالرجال ونساؤهم بالنساء فإذا كان ذلك فارتقبوا عذاب قوم لوط أن يرسل الله عليهم حجارة من سجيل ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما هي من الظالمين ببعيد . وفي رواية عنه - عليه السلام - لا تذهب الليالي والأيام حتى تستحل هذه الأمة أدبار الرجال كما استحلوا أدبار النساء فتصيب طوائف من هذه الأمة حجارة من ربك . وقيل : المعنى ما هذه القرى من الظالمين ببعيد ; وهي بين الشام والمدينة . وجاء " ببعيد " مذكرا على معنى بمكان بعيد . وفي الحجارة التي أمطرت قولان : أحدهما أنها أمطرت على المدن حين رفعها جبريل . الثاني : أنها أمطرت على من لم يكن في المدن من أهلها وكان خارجا عنها .