قوله تعالى : وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين
قوله تعالى : وقل رب أنزلني منزلا مباركا قراءة العامة منزلا بضم الميم وفتح الزاي ، على المصدر الذي هو الإنزال ؛ أي أنزلني إنزالا مباركا . وقرأ زر بن حبيش ، وأبو بكر ، عن عاصم ، والمفضل منزلا بفتح الميم وكسر الزاي على الموضع ؛ أي أنزلني موضعا مباركا . الجوهري : المنزل ( بفتح الميم والزاي ) النزول وهو الحلول ؛ تقول : نزلت نزولا ومنزلا . وقال :
أأن ذكرتك الدار منزلها جمل بكيت فدمع العين منحدر سجل
نصب ( المنزل ) لأنه مصدر . وأنزله غيره واستنزله بمعنى . ونزله تنزيلا ؛ والتنزيل أيضا الترتيب . قالابن عباس ، ومجاهد : هذا حين خرج من السفينة ؛ مثل قوله تعالى : اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك . وقيل : حين دخلها ؛ فعلى هذا يكون قوله : مباركا يعني بالسلامة والنجاة .
قلت : وبالجملة فالآية تعليم من الله - عز وجل - لعباده إذا ركبوا وإذا نزلوا أن يقولوا هذا ؛ بل وإذا دخلوا بيوتهم وسلموا قالوا . وروي عن علي - رضي الله عنه - أنه كان إذا دخل المسجد قال : اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين .