قوله تعالى : ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون الملأ الأعلى هم الملائكة في قول ابن عباس والسدي اختصموا في أمر آدم حين خلق ف " قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها " وقال إبليس : أنا خير منه ، وفي هذا بيان أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - أخبر عن قصة آدم وغيره ، وذلك لا يتصور إلا بتأييد إلهي ، فقد قامت المعجزة على صدقه ، فما بالهم أعرضوا عن تدبر القرآن ليعرفوا صدقه ، ولهذا وصل قوله بقوله : قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون . وقول ثان رواه أبو الأشهب عن الحسن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : سألني ربي فقال : يا محمد فيم اختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : في الكفارات والدرجات . قال : وما الكفارات ؟ قلت : المشي على الأقدام إلى الجماعات ، وإسباغ الوضوء في السبرات ، والتعقيب في المساجد بانتظار الصلاة بعد الصلاة . قال : وما الدرجات ؟ قلت : إفشاء السلام ، وإطعام الطعام ، والصلاة بالليل والناس نيام خرجه الترمذي بمعناه عن ابن عباس ، وقال فيه : حديث غريب . وعن معاذ بن جبل أيضا وقال : حديث حسن صحيح . وقد كتبناه بكماله في كتاب ( الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ) وأوضحنا إشكاله والحمد لله . وقد مضى في [ يس ] القول في المشي إلى المساجد ، وأن الخطا تكفر السيئات ، وترفع الدرجات . وقيل : الملأ الأعلى الملائكة ، والضمير في يختصمون لفرقتين . يعني قول من قال منهم : الملائكة بنات الله ، ومن قال : آلهة تعبد . وقيل : الملأ الأعلى هاهنا قريش ، يعني : اختصامهم فيما بينهم سرا ، فأطلع الله نبيه على ذلك .