قوله تعالى : فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون .
قال قتادة : أمر بالصفح عنهم ثم أمره بقتالهم ، فصار الصفح منسوخا بالسيف . ونحوه عن ابن عباس قال : فاصفح عنهم أعرض عنهم . وقل سلام أي : معروفا ، أي : قل للمشركين أهل مكة ( فسوف تعلمون ) ثم نسخ هذا في سورة ( براءة ) بقوله تعالى : فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم الآية . وقيل : هي محكمة لم تنسخ . وقراءة العامة ( فسوف يعملون ) ( بالياء ) على أنه خبر من الله تعالى لنبيه بالتهديد . وقرأ نافع وابن عامر ( تعلمون ) ( بالتاء ) على أنه من خطاب النبي - صلى الله عليه وسلم - المشركين بالتهديد . و ( سلام ) رفع بإضمار عليكم ، قاله الفراء . ومعناه الأمر بتوديعهم بالسلام ، ولم يجعله تحية لهم ، حكاه النقاش . وروى شعيب بن الحبحاب أنه عرفه بذلك كيف السلام عليهم ؛ والله أعلم .