قوله تعالى قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين
قوله تعالى قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر أي شدائدهما ; يقال : يوم مظلم أي شديد . قال النحاس : والعرب تقول : يوم مظلم إذا كان شديدا ، فإن عظمت ذلك قالت : يوم ذو كواكب ; وأنشد سيبويه :
بني أسد هل تعلمون بلاءنا إذا كان يوم ذو كواكب أشنعا
وجمع الظلمات على أنه يعني ظلمة البر وظلمة البحر وظلمة الليل وظلمة الغيم ، أي إذا أخطأتم الطريق وخفتم الهلاك دعوتموه
لئن أنجانا من هذه أي من هذه الشدائد
لنكونن من الشاكرين أي من الطائعين . فوبخهم الله في دعائهم إياه عند الشدائد ، وهم يدعون معه في حالة الرخاء غيره بقوله : ثم أنتم تشركون . وقرأ الأعمش " وخيفة " من الخوف ، وقرأ أبو بكر عن عاصم " خفية " بكسر الخاء ، والباقون بضمها ، لغتان . وزاد الفراء خفوة وخفوة . قال : ونظيره حبية وحبية وحبوة وحبوة . وقراءة الأعمش بعيدة ; لأن معنى تضرعا : أن تظهروا التذلل ، وخفية أن تبطنوا مثل ذلك . وقرأ الكوفيون لئن أنجانا واتساق المعنى بالتاء ; كما قرأ أهل المدينة وأهل الشام .