وقد فعلوا ذلك: لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ من نعم، وبما منحناهم من فضل ورحمة.
وَلِيَتَمَتَّعُوا بمتع هذه الحياة وزينتها إلى حين فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ عما قريب عاقبة هذا الكفران لنعم الله، وهذا التمتع بزينة الحياة الدنيا دون أن يعملوا شيئا ينفعهم في أخراهم.
قال الآلوسى: قوله: لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا: الظاهر أن اللام في الموضعين لام كي، أى: يشركون ليكونوا كافرين بما آتيناهم من نعمة النجاة بسبب شركهم، وليتمتعوا باجتماعهم على عبادة الأصنام. فالشرك سبب لهذا الكفران. وأدخلت لام كي على مسببه، لجعله كالغرض لهم منه، فهي لام العاقبة في الحقيقة.
وقيل: اللام فيهما لام الأمر، والأمر بالكفران والتمتع، مجاز في التخلية والخذلان والتهديد، كما تقول عند الغضب على من يخالفك: «افعل ما شئت» .