والفاء في قوله- سبحانه-: فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ للإفصاح. والكاهن: هو الإنسان الذي يزعم أنه يخبر عن الأشياء المغيبة، والمجنون: هو الإنسان الذي سلب عقله، فصار لا يعي ما يقول.
أى: إذا كان الأمر كما ذكرنا لك قبل ذلك- أيها الرسول الكريم- فاثبت على ما أنت عليه من التذكير بما أوحينا إليك.. فما أنت بسبب إنعام الله عليك بكاهن ولا مجنون كما يزعم أولئك الكافرون.
قال الجمل: والباء في قوله بِنِعْمَةِ رَبِّكَ للسببية، وهي متعلقة بالنفي الذي أفادته «ما» أى: انتفى كونك كاهنا أو مجنونا، بسبب إنعام الله عليك بالعقل الراجح، وعلو الهمة، وكرم الفعال، وطهارة الأخلاق، وهم معترفون بذلك لك قبل النبوة.