ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا أى: ثم بعد دخول الناس جميعا النار، ننجي الذين اتقوا، فنخرجهم منها دون أن يذوقوا حرها وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا أى: ونترك الظالمين في النار مخلدين فيها. جاثين على ركبهم، عاجزين عن الحركة، من شدة ما يصيبهم من هولها وسعيرها.
وبذلك نرى الآيات الكريمة قد حكت لنا أقوال الجاحدين في شأن البعث والحساب، وردت عليهم ردا يبطل أقوالهم، كما أثبتت أن البعث حق، وأن الحساب حق، وأن الظالمين سيدخلون النار، وأن المؤمنين سينجيهم الله- تعالى- بفضله منها.
ثم تسوق السورة بعد ذلك موقف الكافرين عند سماعهم لآيات الله- تعالى- كما تسوق ما قالوه للمؤمنين على سبيل التفاخر عليهم، وما رد به القرآن على هؤلاء المترفين المتعالين، قال- تعالى-: